الأحد، 18 ديسمبر 2011

متابعه للسابق

7- فيتامين K:


هناك سلسلة أخرى من المركبات المشابهة تسمى سلسلة فيتامين K2 تختلف عن بعضها في عدد مجموعات ايسوبنتيل: ولذلك يكتب الحرف n للدلالة على عددها المتغير.

ويوجد فيتامين K1 في النباتات الخضراء بينما يتواجد أفراد سلسلة فيتامين K2 في البكتريا.

الوظيفة الحيوية: لم يعرف لهذا الفيتامين دور واضح في أي نظام انزيمي ولكن بالمقابل يبدو أن الفيتامين يلعب دوراً أساسياً تخثر الدم Blood Coagulation وهي عملية معقدة وحساسة جداً

والخثرة الدموية Blood Clot (التي توقف نزيف الدم عند الإصابة بجرح) هي عبارة عن بروتين عديم الذوبان يسمى Fibrin الذي ينتج من مولده Fibrinogen وهو بروتين ذائب في بلازما الدم الطبيعي. وهذا التحول (من فيبرينوجن إلى فيبرين) يحتاج إلى انزيم يسمى ثرومبين Thrombin، وهو انزيم محلل للبروتينات يقوم بنزع ببتيدات معينة من جزيء الفيبرينوجن الذي يستطيع بعدها أن يتحد مع نفسه (يتبلمر Polymerize) مكوناً البروتين غير الذائب الذي هو عبارة عن الخثرة الدموية.

على أن ذلك الانزيم ثرومبين لا يوجد في بلازما الدم بصورته الحرة، بل أنه ينتج من مولده Prothrombin في وجود أيونات الكالسيوم وبروتين آخر يسمى ثرومبوبلاستين.

وقد ثبت أنه عندما ينقص مستوى فيتامين K في الوجبة الغذائية، فإن مستوى مولد الثرومبين ينقص أيضاً. مما دعا الى الاستنتاج بأن الدور الذي يلعبه فيتامين K في تخثر الدم هو في انتاج البروثرومبين حيوياً إلى بلازما الدم. أما دور هذا الفيتامين في النشاطات الحيوية الأخرى فلم يتضح بعد. 




8- فيتامين D:


ينتج هذا الفيتامين من أحد الستيرويدات النباتية وهو ارغوستيرول Ergosterol وذلك بتعريض هذا الأخير إلى اشعاعات من الضوء فوق البنفسجي. أما في الأنسجة الاحيوانية فينتج فيتامين D من أحد مشتقات الكولستيرول التي يوجد فهيا بصورة طبيعية وهو Dehydrocholsterol – 7 بنفس الطريقة السابقة، وينتج منه فيتامين D3 الذي يوجد في زيت السمك أيضاً. وجميع هذه الفيتامينات (D) ضرورية لنمو عظام الأطفال وأسنانهم بصورة طبيعية، وفي حالة نقص هذا الفيتامين يصاب الأطفال بالمرض المسمى كساح Rickets، وفيه يحدث اضطراب في تمثيل الكلسيوم والفوسفات الى حد  يحدث عند تغيرات في بناء العظام والأسنان. أما الطريقة التي تستطيع بها الكميات الكافية من فيتامين D معالجة أعراض النقص السابقة فإنها غير معروفة، علماً بأن ذلك الفيتامين يزيد من امتصاص الكالسيوم من الامعاء. 

9- فيتامين A1:

والمادة الأم لهذا الفيتامين هي أحد الكاروتينويدات (Croteniods) وتسمي الفاكاروتين وهي منتشرة بكثرة في النباتات الدنيا والراقية. أما الكاروتينويداتوهي أكثر اشباعاً وتحتوي اوكسيجينفتوجد في الترسبات الدهنية والحليب ونسيج العين. ويعتقد أن المواد الأساسية التي ينتج منها فيتامين A تتحلل في الأمعاء الدقيقة بصورة تأكسدية لينتج منها ذلك الفيتامين.

ويشترك فيتامين A في عملية الرؤية Vision بالعينين وهي عملية معقدة نوضحها كما يلي:

توجد في الشبكية صبغة تسمى رودوبسين تتألف من معقد  بروتينيكاروتينويدي. والجزء الكاروتينويدي هو عبارة عن المركب 11 - Cis – Retinene Ä الذي يحوي خمس روابط زوجية كلها من النوع trans ما عدا تلك الموجودة بين الذرتين 11 و 12 فإنها من النوع Cis. عندما تتأثر الشبكية بالضوء تتحول هذه الرابطة (Cis) الى النوع trans فيتكون Retinene جميع روابطه غير المشبعة من النوع trans، ويختزل هذا المركب الأخير بواسطة NADH والانزيم Alcohol dehydrogenase  في النسيج الشبكي إلى فيتامين A1 (روابطه كلها trans). ثم تحدث عملية تماكب أخرى يتحول بها     فيتامين (trans) A1 إلى فيتامين A 1 يحوي رابطة زوجية من النوع Cis (وهي بين الذرتين 11 و 12). ويمكن لهذه الصورة من فيتامين A 1 أن تتحولبالأكسدة بواسطة NAD + - إلى الجزء الكاروتينويدي  11 - Cis – Retinene Ä الذي يدخل في تركيب الرودوبسين. أن هذه الصبغة تعود فتتولدفي الظلاممن اتحاد 11 - Cis – Retinene Ä - الذي ينتج من فيتامين ( 11 Cis Ä) مع الجزء البروتيني والذي يسمى Opsin.

فالرؤية اذن عبارة عن تهيد العصب البصري كنتيجة تأثير الضوء على صبغة الرودوبسين التي لا بد من اعادة توليدها كلما تحللت (إلى الجزء البروتيني Opsin والجزء الكاروتينويدي ). ويبدو بوضوح دور فيتامين A في عملية اعادة توليد الصبغة الشبكية Rhodopsin. ويجب التأكيد على أن نقص فيتامين A في الجرذان قد نتد عنه انخفاض في وزنها بالإضافة إلى اضطرابات في هيكلها العظمي ونشاطاتها التناسلية، مما يدل على أن هذا الفيتامين يقوم بوظائف حيوية أخرى بالإضافة إلى عملية الرؤية. وتشير الدلائل الحديثة إلى أن له علاقة بالاصطناع الحيوي للسكريدات العديدة المخاطية. 

10- حمض الاسكوربيك (فيتامين C) Ascorbic  Acid

تستطيع النباتات والحيوانات (ما عدا بعض أنواع الخنازير والانسان) صنع حمض الاسكوربيك من الجلوكوز - D. وتلك الكائنات الحية التي لا تستطيع صنع هذا الفيتامين لا يوجد فيها الانزيم L – Gulonoxidase الذي يقوم بتحويل L – Gulonolactone إلى 3 – Keto – L – Gulonolactene (أي يؤكسد الذرة الثالثة في اللاكتون إلى مجموعة كيتون

الوظيفة الحيوية: لقد تبين أن غياب حمض الاسكوربيك من الوجبة الغذائية ينتج عنه مرض يطلق عليه الاسم Scurvy الذي يتميز بتغيرات مرضية في اللثة والأسنان. وقد عرف الاقدمون هذا هذا المرض وخاصة بين البحارة الذين يغيبون أثناء سفرهم مدداً طويلة لا يتناولون أثناءها الفواكه والخضار الطازجة التي من شأنها توفير الكميات اللازمة من فيتامين C لتجنب ذلك المرض.

وثمة ظاهرة أساسية تميز ذلك المرض وهي تغير في الأنسجة الرابطة. ففي حالات نقص فيتامين C تتغير طبيعة السكريدات العديدة المخاطية في مواد الخلية وتحدث تبدلات واضحة جداً في طبيعة الألياف المتشكلة في البروتين Collagen الذي يؤلف الأنسجة الرابطة. فقد تبين أن وجود فيتامين C أساسي لتشكل الكولاجن الطبيعي في حيوانات التجربة التي درست عليها أعراض نقص حمض الاسكوربيك. وعلى المستوى الانزيمي، فإن هناك ما يشير إلى أن لحمض الاسكوربيك علاقة في تحويل الحمض الأميني برولين إلى المشتق الهيدروكسي برولين، وهو الذي يتواجد في الكولاجن بنسبة عالية بالمقارنة مع باقي الأحماض الأمينية. ومما لا شك فيه أن الدور الحيوي الذي يقوم به حمض الاسكوربيك مرتبط بكونه عاملاً مختزلاً جيداً. فالصورة المؤكسدة منهوالتي تسمى Dehydroascorbic Acidيمكنها أن تختزل ثانية بواسطة العديد من العوامل المختزل بما فيها الجلوثاثيون. والصورتان المؤكسدة والمختزلة من حمض الاسكوربيك تشكلان نظام أكسدة واختزال عكسي جيد. وفي حالة تكون الكولاجن فإن حمض الاسكوربيك يستطيع أن يقوم بدور العامل المختزل الخارجي الذي يلزم لتحويل البرولين إلى هيدروكسي برولين

علما أن حمض الاسكوربيك يستطيع القيام بوظائف حيوية أخرى، منها إضافة مجموعات هيدروكسيل إلى بعض المواد مثل المركبات العطرية والأحماض الدهنية. ومن الممكن جداً أن تكون الوظيفة الحيوية لحمض الاسكوربيك مرتبطة باشتراكه في تفاعلات إضافة مجموعات هيدروكسيل في الخلية الحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق